همس الجفون


كتاب همس الجفون (ميخائيل نعيمه)


همس الجفون

 اغمض جفونك تبصر

إذا سماؤك يوما    تحجبت بالغيوم
أغمض جفونك تبصر    خلف الغيوم نجوم
والارض حولك إما    توشحت بالثلوج
أغمض جفونك تبصر   تحت الثلوج مروج
وإن بليت بداء       وقيل داء عياء
أغمض جفونك تبصر     في الداء كل الدواء
وعندما الموت يدنو    وللحد يفغر فاه
أغمض جفونك تبصر    في اللحد مهد الحياه


من أنت يانفسي (مقتطف من كتاب همس الجفون )

إن رأيت البحر يطغى الموج فيه ويثور 

أو سمعت البحر يبكي عند أقدام الصخور،

ترقبي الموج إلى أن يحبس الموج هديره

وتناجي البحر حتى يسمع البحر زفيره 

       راجعا منك إليه .

      هل من الأمواج جئت ؟


جبل التمني

نتمنى ،وفي التمني شقاء
وننادي ياليت كانوا وكنا
ونصلي في سرنا الأماني
والأماني في الجهر يضحكن منا
غير أني ،وإن كرهت التمني،
أتمنى لو كنت لا أتمنى
نتمنى وما التمني سوى مهماز
دهر يحثنا للمسير
فصغيرا قد كنت أطلب لو كنت
كبيرا ولي صفات الكبير
وكبيرا ، لو عدت طفلا صغيرا
واستردت نفسي نعيم الصغير


من سفر الزمان 

1-الى سنه مدبرة:

روحي! فكم شبت وشابت سنين
من قبل أن بانت حواشيك !
واليوم كف الدهر تطويك 
عنا ، ومن يدري متى تنشرين ؟
  روحي وخلينا
    بالأرض لأهينا. ،
ترعى أمانينا
في مرج أوهام
مابين أيام وأعوام
تأتي وتمضي وهي سر دفين


2- إلى سنة مقبلة

ما أنت في سفر الزمان العظيم 
إلا صدى الماضي وصوت الغد
فيك استوى من قبل أن تولدي
قطبا حياة نحن فيها نهيم
       لا جوعها يشبع
      لا موتها يهجع ،
       لا طامع يقنع 
     فيها ولا الزاهدون
الناس في أسرارها حائرون
والسر ، لو يدرون ، فيهم مقيم


لو تدرك الأشواك 

يا ساقي الجلاش بالله لا 
تحفل بكاسي بين هذي الكؤوس
أترع لغيري الكاس ، أما أنا 
فاحسب كأني لست بين الجلوس 
واعبر ، ودعني فارغ الكاس 
لا ، لا تقل ما طابت الخمر لي 
أو أنني ما بينكم كالغريب ،
بل إن لي يا صصاحبي خمرة 
ما مثلها يطفئ بروحي اللهيب 
أعصرها من قلبي القاسي 
يا مرسل الألحان من عوده 
سحرا يهيج الصب حتى الجنون ،
إما رأيت الرأس مني انحنى 
والعين غابت خلف ستر الجفون 
وفلا تقل ذي حال ولهان 
لا ، لست بالولهان ياصاحبي ،
فالقلب مني جامد كالجليد .
لكنني مصنع لنفسي ، ففي 
نفسي أوتار وفيها نشيد 
فاضرب ، ودعني بين ألحاني


لتحميل الكتاب اضغط هنا