عندما إلتقيت عمر بن الخطاب


عندما إلتقيت عمر بن الخطاب

اماقبل

واتى من بعيد .......
فارغ الطول كانما بينه وبين النخيل قرابة؟
صلب كأنه قد من خاصرة جبل !
في يده اليسرى عصا تشعر إذا رأيته يغرسها في التراب أنه لا يحتاجها للاتكاء وإنما ليثبت بها لارض في مدارها !
كث اللحية. أبيضها.لكأنها ثوب أحرام!

ثيابه باليه تخبر انه من فقراء الاعراب
ولكن وجهه الوضاء كالسراج،
وعينيه والصاخبتين كأنهما ساحة معركة،
يخبران ان هذا الرجل لا يوجد منه الكثير،
وليس من الرجال الذين بالامكن ان نلتقي بهم كل يوم ،
 كل شيء فيه يوحي أن وراءه حكاية،
او لعلة حكاية بحد ذاتها؟!
ولما صار على بعد ذراع مني أردت ان أسأله: 
من أنت؟!
ولكن ثمة رجال من فرص هيبتهم يحبسون الكلام في صدرك ،
وقد كان واحدا منهم
وقفت ممسمرا مدهوشا أنظر إليه ،
يكبلني رهبة وفضول ثم أعتقني من قيودي قائلا:
لك السلام!
صوته أصلب من بنيته،ولكن فيه مسحة من حنان ،
كصوت ام تدعو لولد مريض ،
ومسحة من خشوع ،
لكأنه أذان الفجر !
رددت عليه بسرعة:
ولك السلام
ثم سألني : ممن الرجل؟
فقلت : من العرب!
فقال: العرب كثر،
فمن أيهم؟
فقلت:من الذين زال ملكهم ،
وانقطع عزهم،
وصارو كالايتام على موائد اللئام،
ومن انت؟

عمر بن الخطاب
عمر ،
هازم الروم وفارس ومحطم الامبراطوريات ؟
عمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا نسب احب إلي من هذا !
هو عمر إذا ،
الرجل الذي ليس وراءه حكاية لانه الحكاية،
والرجل الذي يسأل عن التاريخ لا لانه قرأه،
بل لانه صنعه،
غير اني في حضرة عمر ،
لم يكن يعنيني من التاريخ إلا عمر ،
أردت ان اسمع الحكاية من فم الحكاية ،
وأطلع على المعجزه من المعجزة نفسها!