أدهم شرقاوي
رواية ثاني اثنين _pdf _أدهم شرقاوي
ثاني اثنين
أدهم شرقاوي
وأتى من بعيد افوح منه رائحة الصحراء ....
عربي خالص لا شية فيه !
نحيل كانه سنبلة قمح!
دقيق الساقين كأنه عداء ،ولكن ثمة شيئ فيه يخبرك ان له سباقا غير سباقات الناس!
وجهه ابيض نجا من شمس الصحراء بأعجوبة!
ظهره فيه انحناء قليل كأنه كان يحمل شيئا ثقيلا على كتفيه طوال عمره ،ولكن نظراته الثاقبه تخبرك ان هذا الحمل لم يكن بإمكان غيره ان يحمله !
لحيته مخضوبه بحناء مائله الى الحمرة كأن الشمس لحظة المغيب لم تجد مأوى غيرها!
ثيابه بالية،ولكن الرجل علية مسحة عراقة التاريخ !
أردت ان أسأله: من أنت ؟
ولكن ثمة رجال تفقد لغتك في حضرتهم،وقد كان واحدا منهم!
أطلت النظر اليه وصمتي يكبلني،وفضولي يقتلني لأعرف من هو ولكنه أزاح عني كل هذا حين قال : لك السلام.
صوته عذب كأن الحروف تخرج من جحر اسماعيل لا من فمه ،فيه رقة كدعوات الامهات،وخشوع كتلاوة سورة الرحمن !
رددت عليه على الفور :ولك السلام.
ثم قال:من الرجل ؟
فقلت :من العرب،وأنت؟
ابو بكر الصديق !
أبو بكر مؤدب المرتدين؟!
ابو بكر ثاني اثنين اذ هما في الغارولا لقب أحب الي من هذا !
هو ابو بكر أذا،الرجل العداء الذي كان يركض الى الله بقلبه فلم يسبقه أحد ،والذي حمل الاسلام على كتفيه كما لم يفعل احد ،وفي حضرة ابو بكر لا يعرف المرء مايفعل ،انا امام معجزة من لحم ودم ، والمعجزات لا تمر بنا كل يوم !



إرسال تعليق
0 تعليقات