مقالات في كلمات(على الطنطاوي )pdf
مقالات في كلمات(على الطنطاوي )
المجموعة الثانيه
لن يخدعونا
من أمثال (كليلة ودمنة):
أن ناسكا اشترى كبشا ضخما ليجعله قربانا،فانطلق به يقوده ،فبصر به قوم من المكرة فائتمروا بينهم أن يأخذووه من الناسك ،فعرض له أحدهم وقال:"أيها الناسك ماهذا الكلب الذي معك؟".ثم عرض له الاخر،فقال لصاحبه:"ماهذا ناسكا لأن الناسك لا يقود كلبا".فلم يزالوا مع الناسك على هذا ومثله حتى لم يشك أن الذي يقوده كلب ،وأن الذي باعه إياه سحر عينيه،فأطلقه من من يده.
فأخذه الجماعة المحتالون ومضوا به.
********* ****** *******
هذا مثالنا مع أمم الغرب؛رأوا أن هذا الدين الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم فأعز به العرب جميعا مسلمهم ونصرانيهم ، والمسلمين كلهم عربيهم وأعجميهم ،مبعث القوة لنا لا نغلب إن حافظنا عليه،ولايبلغون منا ما يريدون أن تمسكنا به ،فحشدوا حشودهم، وساقوا جنودهم من العاملين في إرساليات التبشير (وما قصدهم التبشير بالنصرانية؛ لأن النصرانية إنما انبثقت من هذه البلاد وخرجت منها، ولكن قصدهم التمهيد للاستعمار )ومن إرساليات التعليم (وما غرضهم تعليم العلم، ولكن نشر الدعاية)ومن إرساليات الطب (وما مرادهم شفاء الأجسام بطبهم ولكن إمراض القلوب بدسهم)فكانوا في اتفاقهم علينا، وائتمارهم بنا،مثل هؤلاء المكرة مع الناسك.
وكما خدع الناسك عن كبشه حتى ظنه كلبا. ...من الإعادة والتكرار والأحياء المستمر (وتكرار الحبل يؤثر في صخرة البئر)خدعنا نحن عن الحقائق الظاهرة فحسبناها باطلا،وحسبنا باطلهم الذي مازالوا يكررونه حقا ،وصرنا نردد مقالتهم، وندعو إلى التفريق بين الدين والسياسة، وبين الدين والعلم، ونضرب الأمثلة بتاريخ أوربا......
وأنا لا أحب أن أفرض ما أراه على المخالفين فرضا،وألزمهم إلزاما، بل أحب أن أناقشهم ويناقشوني حتى نتفق على الحق في هذا المسألة،
ونفرغ منها لنشتغل بما هو أجدى علينا ،وأنفع لنا....
وهذه المناظرة المكشوفة خير من إفساد عقائد الناشئة في رواية خبر أو تلخيص كتاب سخيف لمؤلف جاهل مجهول.
والكلام في ذالك غذا إذا أراد الله.


إرسال تعليق
0 تعليقات